نَسِيمُ وَطَن
سأَلْتُ دِيَارَ الأَهْلِ أَيْنَ المَعَالِمُ
و أَيْنَ سَنَا أَعْيَادِها و المَواسِمُ
و كَيْفَ غَدَتْ رَسْمًا عَلَى الوَجْهِ شاحِبٌ
كَشَمْسِ خَرِيْفٍ نازَعَتْها الغَمائِمُ
تُسَاءِلُني
تِلكَ الوُرُودُ و عِطْرُها
و بَعْضُ طيُورِ
الحَيِّ أَيْنَ التَناغُمُ
و يَحْكِي سِرَاجُ
الصَبْرِ مِلْءَ ضِيائِهِ
يُواسِي قُلُوبَ
الحَالِمِيْنَ بَلاسِمُ
عَنِ النَاسِ
تَبكِي الأَمْسَ في بَعْضِ يَومِها
و في بَعْضِهِ
تَخْشَى غَدا تَتَشاءَمُ
فلا الأَمْسُ قدْ
عَادَتْ عَقارِبُهُ ولا
غَدا أَشْرَقَتْ
شَمْسٌ لَهُ و نَسَائِمُ
و عَنْ أُمنِياتٍ
كم رَعَيْنا عُهُوْدَها
كمِثْلِ عَرُوسٍ
في الخُدُوْرِ النَواعِمُ
و قد رَكِبَتْ
صَعْبَ الدُرُوْب و وَعْرِها
تُعانِقُ نَجْمًا
في السَّما و تُزاحِمُ
دِيارِي لِما
باتَ السَّرابُ حَقِيْقَةً
و أُلبِسَ بالجُرْمِ
العَفِيْفُ المُسالِمُ
شَكَوْنَا زَمَانَ
الرَيْبِ أَعْلا خِطابَهُ
فَباتَتْ عِضَاتُ
الصَادِقِيْنَ طلاسِمُ
و تِلكَ مبادِ العِزِّ أَضحَتْ دَخِيلَةٌ
هَوَانٌ علَيْها
قد عَدا و يُزاحِمُ
تُدارُ كُؤُوْسُ الغَدْرِ فوقَ رُؤُوْسِنا
يُنادِمُها غِرُّ الأمانِيِّ واهِمُ
وُئِدْتَ أَيا
نُوْرَ اليَقِيْنِ مَضَنَّةً
و قَامَتْ عَلَى
رَأسِ العَزاءِ الولائِمُ
و بَيْنَ الضَواحِي سَيْلُ دَمْعٍ و حَسْرَةً
و طَيْفُ وُجُوهٍ رَسْمُها صَارَ قاتِمُ
و تِلكَ بقايا بَسْمَةٍ بانَ شَجْوُها
و هَمْسُ شُجُونٍ
في الفُؤادِ تَوائِمُ
هَجَرتِي أَيا
رُوحَ الشَبابِ دِيارَنا
و أَغرَت عُيُونَ
الطَيشِ تِلكَ المَغانِمُ
فَخاضَت غِمارا
لا ضِفافَ لِبَحْرِها
هَواجِسُ لَيلٍ
تَعْتَرِي و تُنادِمُ
تَمُدُّ خُيُوطًا
لا رِبَاطَ لِوصْلِها
كسَقفٍ تَساما و الرِّمَالُ دَعَائِمُ
تَرَكْتُم، عَوِيْلا
في النُفُوسِ و حُرْقَةً
و أُمًّا بها
مَوجُ الأَسَى يَتَلاطَمُ
ثَكالى بلا مَوتٍ
تَنُوحُ فُؤادَها
تَرامَت بِهِ
نارُ الضَّنى و المَزاعِمُ
تُسَاءِلُنِي شَمْسُ
الصَّبَاحِ حَزِيْنَةً
و تَشكُو رَبِيْعًا
في الحَواضِرِ غائِمُ
لَها هَمَسَ
النَجْمُ الأَخِيرُ حِكايَةً
و قد بَاتَ يَرْعَى
غَفْلَةً تَتَنادَمُ
يَمُوجُ بها بَحْرُ
الشَرَابِ غِوايَةً
قوارِبُها لَفُّ
السَجائِرِ عائِمُ
عَلى (الكِيْفِ) قد
بَاتَتْ تَطُوفُ شَرِيدَةً
تَخافُ عُيُونا
لا تَنامُ حَوائِمُ
يُبَاعُ لَها وَهْمُ
الحَياةِ بِنَشوَةٍ
تَزُولُ بِهَمٍّ و الهُمُومُ قوَاسِمُ
تَراها و كَأسُ
السُوءِ مِنْ كَفِّ حَاقِدٍ
يُصَاغُ شَرابا
في القُلُوبُ لَها دَمُ
فَيَسْلُبُ مِنْها
السُّوءُ كُلَّ فَضِيْلَةٍ
و يَغْدُو ضَلالا في الظَّلامِ يُلازِمُ
لها اللَّيلُ سِتْرٌ
مَنْ مَلامٍ و غُصَّةٍ
إذَا بَانَ صُبْحُ
الكادِحِيْنَ عَزَائِمُ
سَلامٌ مَعَ الإصْبَاحِ
أُرْسِلُهُ شَذًا
يُمازِجُهُ عِطْرُ
النَسَائِمِ باسِمُ
إلى وَطَنٍ طَابَ
المُقامُ بِأَرْضِهِ
مَنَابِعُهُ رَغْمَ
الجِراحِ مَكَارِمُ
يُلَمْلَمُ فِيْهِ
القَلْبُ حِينَ شَتَاتِهِ
و يَغدُو بِرَغْمِ
الكَسْرِ و الهَمِّ حَالِمُ
بِلادِي و كُلُّ
الحُبِّ فِيْكِ مَعَ الرَجا
و عَيْشٌ حَمِيْدٌ
بالكَرَامَةِ سَالِمُ
لأَنْتِ مَقَامُ
القَلْبِ إنْ طَافَ هَائِمًا
و ذِكْرُكِ أَعْيَادًا
لَهُ و َمَواسِمُ
شعر مختار بودن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق