الخميس، 24 أكتوبر 2019

نسيم وطن


نَسِيمُ وَطَن
سأَلْتُ دِيَارَ الأَهْلِ أَيْنَ المَعَالِمُ
و أَيْنَ سَنَا أَعْيَادِها و المَواسِمُ
و كَيْفَ غَدَتْ رَسْمًا عَلَى الوَجْهِ شاحِبٌ
كَشَمْسِ خَرِيْفٍ نازَعَتْها الغَمائِمُ
تُسَاءِلُني تِلكَ الوُرُودُ و عِطْرُها
و بَعْضُ طيُورِ الحَيِّ أَيْنَ التَناغُمُ
و يَحْكِي سِرَاجُ الصَبْرِ مِلْءَ ضِيائِهِ
يُواسِي قُلُوبَ الحَالِمِيْنَ بَلاسِمُ
عَنِ النَاسِ تَبكِي الأَمْسَ في بَعْضِ يَومِها
و في بَعْضِهِ تَخْشَى غَدا تَتَشاءَمُ
فلا الأَمْسُ قدْ عَادَتْ عَقارِبُهُ ولا
غَدا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ لَهُ و نَسَائِمُ
و عَنْ أُمنِياتٍ كم رَعَيْنا عُهُوْدَها
كمِثْلِ عَرُوسٍ في الخُدُوْرِ النَواعِمُ
و قد رَكِبَتْ صَعْبَ الدُرُوْب و وَعْرِها
تُعانِقُ نَجْمًا في السَّما و تُزاحِمُ
دِيارِي لِما باتَ السَّرابُ حَقِيْقَةً
و أُلبِسَ بالجُرْمِ العَفِيْفُ المُسالِمُ
شَكَوْنَا زَمَانَ الرَيْبِ أَعْلا خِطابَهُ
فَباتَتْ عِضَاتُ الصَادِقِيْنَ طلاسِمُ
و تِلكَ مبادِ العِزِّ أَضحَتْ دَخِيلَةٌ
هَوَانٌ علَيْها قد عَدا و يُزاحِمُ
تُدارُ كُؤُوْسُ الغَدْرِ فوقَ رُؤُوْسِنا
 يُنادِمُها غِرُّ الأمانِيِّ واهِمُ
وُئِدْتَ أَيا نُوْرَ اليَقِيْنِ مَضَنَّةً
و قَامَتْ عَلَى رَأسِ العَزاءِ الولائِمُ
و بَيْنَ الضَواحِي سَيْلُ دَمْعٍ و حَسْرَةً
و طَيْفُ وُجُوهٍ رَسْمُها صَارَ قاتِمُ
و تِلكَ بقايا بَسْمَةٍ بانَ شَجْوُها
و هَمْسُ شُجُونٍ في الفُؤادِ تَوائِمُ
هَجَرتِي أَيا رُوحَ الشَبابِ دِيارَنا
و أَغرَت عُيُونَ الطَيشِ تِلكَ المَغانِمُ
فَخاضَت غِمارا لا ضِفافَ لِبَحْرِها
هَواجِسُ لَيلٍ تَعْتَرِي و تُنادِمُ
تَمُدُّ خُيُوطًا لا رِبَاطَ لِوصْلِها
كسَقفٍ تَساما و الرِّمَالُ دَعَائِمُ
تَرَكْتُم، عَوِيْلا في النُفُوسِ و حُرْقَةً
و أُمًّا بها مَوجُ الأَسَى يَتَلاطَمُ
ثَكالى بلا مَوتٍ تَنُوحُ فُؤادَها
تَرامَت بِهِ نارُ الضَّنى و المَزاعِمُ
تُسَاءِلُنِي شَمْسُ الصَّبَاحِ حَزِيْنَةً
و تَشكُو رَبِيْعًا في الحَواضِرِ غائِمُ
لَها هَمَسَ النَجْمُ الأَخِيرُ حِكايَةً
و قد بَاتَ يَرْعَى غَفْلَةً تَتَنادَمُ
يَمُوجُ بها بَحْرُ الشَرَابِ غِوايَةً
قوارِبُها لَفُّ السَجائِرِ عائِمُ
عَلى (الكِيْفِ) قد بَاتَتْ تَطُوفُ شَرِيدَةً
تَخافُ عُيُونا لا تَنامُ حَوائِمُ
يُبَاعُ لَها وَهْمُ الحَياةِ بِنَشوَةٍ
تَزُولُ بِهَمٍّ و الهُمُومُ قوَاسِمُ
تَراها و كَأسُ السُوءِ مِنْ كَفِّ حَاقِدٍ
يُصَاغُ شَرابا في القُلُوبُ لَها دَمُ
فَيَسْلُبُ مِنْها السُّوءُ كُلَّ فَضِيْلَةٍ
و يَغْدُو ضَلالا في الظَّلامِ يُلازِمُ
لها اللَّيلُ سِتْرٌ مَنْ مَلامٍ و غُصَّةٍ
إذَا بَانَ صُبْحُ الكادِحِيْنَ عَزَائِمُ
سَلامٌ مَعَ الإصْبَاحِ أُرْسِلُهُ شَذًا
يُمازِجُهُ عِطْرُ النَسَائِمِ باسِمُ
إلى وَطَنٍ طَابَ المُقامُ بِأَرْضِهِ
مَنَابِعُهُ رَغْمَ الجِراحِ مَكَارِمُ
يُلَمْلَمُ فِيْهِ القَلْبُ حِينَ شَتَاتِهِ
و يَغدُو بِرَغْمِ الكَسْرِ و الهَمِّ حَالِمُ
بِلادِي و كُلُّ الحُبِّ فِيْكِ مَعَ الرَجا
و عَيْشٌ حَمِيْدٌ بالكَرَامَةِ سَالِمُ
لأَنْتِ مَقَامُ القَلْبِ إنْ طَافَ هَائِمًا
و ذِكْرُكِ أَعْيَادًا لَهُ و َمَواسِمُ

شعر مختار بودن


مسابقات أدبية


الأحد، 20 أكتوبر 2019

قصص قصيرة جدا

يد الحنان
تلك اليد كنت أحس بحنانها قبل خشونتها.
رغم أني كنت أراها قيدا يمنعني من الانطلاق إلا أنها كانت درعا واقيا و حصنا أوي إليه و حرزا يحميني، و ها هي ذي برعشتها و تجاعيدها تعيد لي الأمل كلما كسرتني عواصف الحياة، تكفكف أحزاني كما كفكفت مدامعي.
الرقع
 كنت أسترها ما استطعت أخشى أن يروها، لكم كانت تؤلمني سخريتهم و نظرات الشفقة.
 أكتم شكواي حتى لا أنطق فقرهم، لقد أصبحت تفرحهم و يبتهجون بها على سراويلهم.
لكن جراحها مازالت تؤلمني.
الموعد
جهزت أوراقي لم أنس أي شيء، بخطوات واثقة قصدت البناية العالية في المدينة، صعدة الطوابق السبع،
دخلت الباب الثالث.
و بكل برودة نظر إلي: من اوصى عليك.
 مكياج
 لكل يوم تقف أمام المرآة لثلاثين دقيقة لا تحيد بوجهها عنها حتى المساحيق كانت تحفظ مكانها تلتقطها دون النظر إليها ثم تخرج مسرعة ليس لديها بضع ثوان لتقبل ابنها النائم.
نافذة
مذ كسروا زجاج نافذتي استبدلته بقطعة خشبية.
حتى لا أراهم و إن ظنوا بأني رأيتهم فلن يكسروها مرة أخرى.
بعدها سمعتهم ينادون أنت تسمعنا.
سأشتري سدادة للأذن من حانوتهم ليطمئنوا و لا يثقبوا أذني.
هه أنا أكتب لأنهم قطعوا لساني منذ زمن.
مفتاح
رغم كثرة المفاتيح التي تثقلني على خصري إلا أنه لا يوجد من بينها المفتاح خاصتي.
مذكرة
برغم من حياتي البسيطة المتكررة إلا أني و منذ شهور قد اقتنيت كراسة جديدة لأتخذها مذكرة خاصة بي، لكني لم أدون عليها أي شيء بعد.
و بعد أن أضحت حياتي صاخبة مليئة بالأحداث لم أجد وقتا لتدون أي شيء عليها.

مطعم
كان كلما دخل المطعم قلب ناظريه في تلك الأطباق المعروضة ثم يطلب الطبق المعتاد.
لقد كان يأكله كل يوم بصورة الطبق الذي يعجبه

رسالة
كلما هممت ان أكتب رسالة لك تعرقت يداي و انزلق القلم منها
لست ادري سبب هذا الخوف أمن الحقيقة التي سأصارحك بها أم من العتاب الذي سأسمعه منك.
فلا الحقيقة قيلت و لا العتاب سمع

الخميس، 17 أكتوبر 2019

إشتقت لأمي (مسرح)


إشتقت لأمي
المشهد
في غرفة بالإقامة الجامعية سريران فرديان كل في جهة.
 و أمام كل منهما مكتب مع كرسي و طاولة تتوسطهم.
علي جالس على سريره شارد الذهن.
هشام يجلس على كرسي المكتب.
هشام ملتفتا إلى علي ملوحا بيده: (هاي)... إلى أين سافرت.
علي منتبها: نعم لقد سافرت.
ثم يقوم و يمشي خطوتين: لقد سافرت إلى المنزل.
هشام: (آاها)...  قد اشتقت لأهلك إذا.
علي: و كيف لا أشتاق لهم و أنا لم أرى أمي منذ شهرين.
هشام: و لما خصصت أمك بالذكر دون باقي العائلة.
علي: لأنها هي كل العائلة هي الأنس والملجأ هي المنُطلق و المنتهى إني أشتاق لنظراتها و ابتسامتها أشتاق لطلتها عليا و أنا أدرس، ففي نظراتها الحنان و من ابتسامتها يشرق الأمل.
هشام: آهٍ ياعلي لقد أثرت أشجاني و هيجت أشواق قلبي.
        فلولا الدراسة لما أطقت البعد عنها.
علي: لقد تمنت لي النجاح و هي تعلم أن هذا سيبعدني عنها و يعذبها.
هشام: لله ذر الأمهات يتمنين ما فيه صلاحنا حتى و لو كان يؤديهن.
علي: أجل فالأم تتمنا لأبناءها و لا تتمنى لنفسها فأولادها هم أمانيها.
هشام: صدقت يا علي فكلما تذكرت النجاح إطمأننت لأن هناك قلبا صادقا يدعو لي.
علي: إه يا أمي كم كانت تتعب معنا و تسهر وقت الامتحانات.
      و كأنها هي التي ستجتازها.
هشام: أذكُرُ أنها كانت تحفض دُرُوسي معي لتساعدني على حفظها.
علي: الأم بحرٌ من التضحية و العطاء.
هشام: فلا قلب ينبض لغيره إلا قلب الأم ينبض لأجل أبناءها.
علي: إنها تعد الأيام و الأسابيع منتظرة عودتي و عند عودتي.
       أجدها تنتظرني أمام الباب و بمجرد أن تفتحه تستقبلني دموعها.
        قبل حضنها و حينما أغادر تكون آخر من يودعني فأخرج و على.
       خدي بعضا من دموعها حارةً كحر شوقها إلي.
هشام: أجل فشوقها إلينا أكبر من شوقنا إليها.
ثم ينشد:
    أمي و ربُّ الخَلقِ أَعلا شَأنها......هذا نَبِيُّ الحَقِّ قد أوصى بها
          أمي أيا قلبا يَفِيضُ بالنَّقا.....عطفًا سَقَيتِ الرُوح في أَحزانِها
                 
ستار

أحلام بريئة (مسرح)


أحلام بريئة
 المشهد: غرفة المعيشة ثلثة أرائك مختلفة الأحجام تتوسطهم طاولة، أب يجلس على الأريكة الوسطى و حوله ثلاثة أطفال سمير زينب و فؤاد
 سمير في يده سيارة صغيرة
 زينب تحمل ورقة في يدها
فؤاد يقف بينهما
سمير: لما لم تعد إلى المنزل باكرا يا أبي؟
الأب: لأني تأخرت في إجاد سيارة تقلني.
سمير (مشيرا بسيارته): سأعطيك سيارتي عندما أكبر.
الأب: لكنها صغيرة يا بني.
سمير: ستكبر معي كلما كبرتُ يا أبتي.
زينب: تفضل يا أبي.
الأب: ما هذه يا ابنتي؟
زينب: هذه رسالة لك خدها معك و اقرأها عندما تكون بعيدا عنا.
الأب (يفتح الورقة): لكنها فارغة يا بنيتي.
زينب: أعلم هذا و لكن عندما أتعلم الكتابة سأكتب لك عليها قد اشتقت إليك يا أبي و عندما تقرأها و أنت في العمل تعود إلينا بسرعة.
الأب: (يضع الورقة في جيبه و هو يبتسم)
فؤاد: متى تكبر يداي يا أبي.
الأب: و لما يا بني.
فؤاد: لأعمل مكانك و أنت ترتاح مثلنا في المنزل.
الأب: ورجلاك.
فؤاد: لا فأنا لا أستطيع لبس حذائي إن كبرت رجلاي.
سمير: أبي لما لا تحضر العمل إلى المنزل و تعمل و تبقى معنا.
الأب: لكن العمل كثير و هناك آباء غيري يعملون فيه.
سمير: إذا فليأخذ كل واحد منكم جزء منه لمنزله و هكذا يبقى كل أب مع أبناءه.
الأب و هو يضم أبناءه الثلاثة: أنتم معي في قلبي أينما أذهب يا أبنائي أنتم عيناي                                   و أنفاسي.
   
ستار

ناديت قلبي


ناديت قلبي
نَادَيتُ قَلبِي في الدُجى سَرَحا  
  قَلبٌ على أَوجاعِهِ سَبَحَا
بابُ الملامِ اليَومَ قد فُتِحَـا 
يا قَلبُ هل أَنتَ الذِي فَتَحَا
مـــــا بَــــالُ قَلبِي كُلَّمَا ذُكِرَتْ
  أوجَاعُهُ بَينَ الحَشَا جَمَحَا
في اللَيلِ مُستَتِرٌ على وَجَعٍ
 يُخفِي بِهِ مــا الدَمعُ قَد فَضَحَا
هَذِي عُيُونُ القَلبِ لا كَذِبٌ 
تُبدِيهِ حُزنًا كانَ أو فَرَحَا
كَم ذَا كَتَمتُ جراحي كَمَدًا  
في النائِبَاتِ أَظَلُّ مُنشَرِحَا
ما كان يَوما عابِسًا خُلُقِي 
   حَتى و لو نارُ الفُؤادِ رَحَا
من خَاضَ بَحرَ اللَومِ أَغرَقَهُ 
من سايَرَ الأَوهامَ ما فَلَحَا
مختار بودن
                              

همس الريح