الجمعة، 4 مايو 2018

وطني


وطني العربي الكبير من المحيط إلى المحيط، تترصد به الأعداء كل حين و تحيط، و طني فيه تجري أنهار  الدماء سقت على جانبيها حدائق الضياع فأثمرت جراحا و ألاما أكلت منها طيور الأحزان فغردت بكاء و عويل، و طني صحراء تاه فيها تاريخ و ماض عريق و تلال علا عليها الخداع و التزوير ، وطني سماء حلقت فيها حمائم الأماني فاصطادتها نسور الاضطهاد، وطني بحاره قبور للهاربين من الضياع اللاهثين وراء السراب، وطني أمطاره دموع اليتامى من سحائب المحسنين التي جفت، وطني كم أنت فسيح ومترام حتى تاه فيك بنيك، وطني وحدت العالم فشكرا و لو كان هذا التوحد ضدك.
مختار بودن

محمود سامي البارودي



محمود سامي البارودي
"محمود باشا سامي البارودي "، الملقب بـ شاعر السيف والقلم
وذهب إلى الأستانة عام 1857 م وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863. ثم عاد إلى مصر في فبراير 1863 م عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودي برتابة العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله. تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل.

اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة أقريطش (كريت) عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة. وكان أحد أبطال ثورة عام 1881 م الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882 م حتى 26 مايو 1882 م.