أسرار الحروف العربية .. كتابة السنين و التاواريخ بالحروف

حساب الجُمَّل

حساب الجمل أو حساب الأبجد، هي العد بحروف (أبجد هوز حطي كل من سعفص قرشت ثخذ ضظغ)

فهذه الحروف تمثل الأرقام من واحد إلى ألف، فتبدأ بالأفراد ثم بالعشرات ثم بالمئات ثم بالآلاف.

فالألف تمثل الرقم واحد، والباء اثنان، والجيم ثلاثة، والدال أربعة، والهاء خمسة، والواو ستة، والزاي سبعة، والحاء ثمانية، والطاء تسعة، والياء عشرة، وهنا تنتهي الأفراد، ويليها العشرات.

فالكاف عشرون، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والنون خمسون، والسين ستون، والعين سبعون، والفاء ثمانون، والصاد تسعون، والقاف مائة، وهنا تنتهي العشرات، ونحسب المئات.

فالراء مائتين، والشين ثلاثمائة، والتاء أربعمائة، والثاء خمسمائة، والخاء ستمائة، والذال سبعمائة، والضاد ثمانمائة، والظاء تسعمائة، والغين ألف.

وما زال العلماء يستخدمونها في الإشارة للأعداد، فمن ذلك:

ما قيل في وفيات الأئمة الأربعة بحساب الأبجد:

لنعمانهم قان

 وطعق لمالك

وللشافعي در

ورم لابن حنبل

وهذا يعني أن أبو حنيفة توفي في 151 هـ، لأن القاف بمائة، والألف بواحد، والنون بخمسون، ومالك توفي في 179 هـ، والشافعي توفي في 204 هـ، وابن حنبل توفي في 240 هـ.

ومنه قول الشاعر:
(فتحنا العراق(وذا اللفظ من رشاقته جاء تاريخه
فقوله (فتحنا العراق) بحساب الجمل يساوي: 941 هـ.

وقال ابن الجزري في منظومته الجزرية:
أبياتها (قاف وزايٌ) في العدد من يحسن التجويد يظفر بالرشد
فعدد أبياتها 107 بيتا.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- في تاريخ بناء المسجد الجامع القديم:
جد بالرضا واعط المنى من ساعدوا في ذا البنا
تاريخه حين انتهــى قول المنيب (اغفر لنا)
والشهر في شوال يـا رب تقبل سعـينا
فقوله (اغفر لنا) يساوي 1362هـ

ومن طريف المقال أنه لما مات الملك الظاهر برقوق أرَّخَ أحدهم وفاته بجملة (في المشمش)، فقد مات سنة 801 هـ.

وقال الناظم في عد أصحاب الفروض:
ضبط ذوي الفروض من هذا الرجز مـرتبا خـذه وقل هبا دبز

فقوله (هبا دبز) بحساب الأبجد، وعنى به أصحاب الفروض، والفروض هي النصف ونصفه وهو الربع ونصفه وهو الثمن، والثلثان ونصفه وهو الثلث، ونصفه وهو السدس، فأصحاب النصف خمسة فيأخذون حرف الهاء، وأصحاب الربع اثنان فيأخذون حرف الباء، وأصحاب الثمن واحد فيأخذ حرف الألف، وأصحاب الثلثين أربعة فيأخذون حرف الدال، وأصحاب الثلث اثنين فيأخذون حرف الباء، وأصحاب السدس سبعة فيأخذون حرف الزاي.