إشتقت لأمي
المشهد
في غرفة بالإقامة الجامعية سريران فرديان كل
في جهة.
و
أمام كل منهما مكتب مع كرسي و طاولة تتوسطهم.
علي جالس على سريره شارد الذهن.
هشام يجلس على كرسي المكتب.
هشام ملتفتا إلى علي ملوحا بيده: (هاي)... إلى
أين سافرت.
علي منتبها: نعم لقد سافرت.
ثم يقوم و يمشي خطوتين: لقد سافرت إلى المنزل.
هشام: (آاها)... قد اشتقت لأهلك إذا.
علي: و كيف لا أشتاق لهم و أنا لم أرى أمي منذ
شهرين.
هشام: و لما خصصت أمك بالذكر دون باقي العائلة.
علي: لأنها هي كل العائلة هي الأنس والملجأ هي
المنُطلق و المنتهى إني أشتاق لنظراتها و ابتسامتها أشتاق لطلتها عليا و أنا أدرس، ففي نظراتها الحنان و من ابتسامتها يشرق الأمل.
هشام: آهٍ ياعلي لقد أثرت أشجاني و هيجت أشواق قلبي.
فلولا الدراسة لما أطقت البعد عنها.
علي: لقد تمنت لي النجاح و هي تعلم أن هذا
سيبعدني عنها و يعذبها.
هشام: لله ذر الأمهات يتمنين ما فيه صلاحنا حتى و
لو كان يؤديهن.
علي: أجل فالأم تتمنا لأبناءها و لا تتمنى
لنفسها فأولادها هم أمانيها.
هشام: صدقت يا علي فكلما تذكرت النجاح إطمأننت
لأن هناك قلبا صادقا يدعو لي.
علي: إه يا أمي كم كانت تتعب معنا و تسهر وقت
الامتحانات.
و كأنها هي التي ستجتازها.
هشام: أذكُرُ أنها كانت تحفض دُرُوسي معي
لتساعدني على حفظها.
علي: الأم بحرٌ من التضحية و العطاء.
هشام: فلا قلب ينبض لغيره إلا قلب الأم ينبض لأجل
أبناءها.
علي: إنها تعد الأيام و الأسابيع منتظرة عودتي و
عند عودتي.
أجدها تنتظرني أمام الباب و بمجرد
أن تفتحه تستقبلني دموعها.
قبل حضنها و حينما أغادر تكون آخر
من يودعني فأخرج و على.
خدي بعضا من دموعها حارةً كحر
شوقها إلي.
هشام: أجل فشوقها إلينا أكبر من شوقنا إليها.
ثم ينشد:
أمي و ربُّ الخَلقِ أَعلا شَأنها......هذا
نَبِيُّ الحَقِّ قد أوصى بها
أمي أيا قلبا يَفِيضُ بالنَّقا.....عطفًا سَقَيتِ الرُوح في أَحزانِها
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق