الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

إن الصمت أحجية ...........

إن الصمت أحجية

دَمعٌ بِجُرحِي لا دمٌ نَزَفَــا       لَحنٌ على أوجاعِنَا عُزِفَـــا
ضاعَتْ أمانٍ كُنتُ أَرسُمُها        في ظُلمةِ اللَيلِ الذي زَحَفَـــا
يــــا فَـــــرحَةً كانت تُلازِمُنِي       قد باعها الشَّكُ الذي قُذِفَـــا
يَحتارُ قَلبِي حِينَ أَسأَلُهُ       أنت الذي عنها قَدِ انصَرَفَا
بل طُولُ لَهوٍ فيكَ نَزوَتُهُ      و الدمعُ من عَينِي قد اعتَرَفَــــا
يا صَرخَةً ما عُدتُ أُطلِقُها      طُولُ المَدى أَعيا لها الهَدَفَـــا
قد رُحتُ أَسعى نـَحوَ مُعتَزَلٍ      أُرخِي سُدُولَ الصَمتِ و الطرفـــا
أُطفِي جِراحَ القَلبِ في كَمدٍ       أُبدِي لها صبرًا و لا رَأَفَـــا
أُبقي جوارَ العَين مِحبَرتي       صبرًا بِدَمعِي أَكتُبُ الصُحُفَـــا
هَــــــذا يَـقِيــنِي لَسْتُ أَلحَقُهُ       أَعيا الخُطى دربٌ قد اختَلفَــا
 أمضِي و أفكاري تُلاحِقُنِي       لا صَبوةٌ أَشكُو و لا شَغَفَـــا
غير المآسي من لضى هَوَسي       قد أثقَلت قَلبِي الذي نَــزَفَــــا
يا سائلا عن صَمتنا عَجَبا        من عانَد الشَكوى قضى أَسَفـــا
يا صاحِ إنَّ الصَمتَ أُحجِيَةٌ        في لُغزِها وَجَعُ الأسى عَصَفَـــا
يُبقي سِتارَ السِترِ في رَهَبٍ      إن ناحَ صَبرُ القَلبِ أو رَجَفَـــا
نورٌ يُداوي جُرحَ خَافِقَتِي      لا يُسمِعُ الشَكوى و إن هَتَفَـــا
لا تَسأَلُوا قَلَمِي لِمَا كَتَبَ     سِترًا على وَرَقِي قَدِ انكَشَفَــــا
هذي أحاجِ العُمرِ مُعتَبَرٌ      قد صاغَها بالدَمعِ ثُمَّ غَفا


 بقلم مختار بوودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق