رِياحُ مَلعَبِي
سَلامٌ إلى تِلكَ الدٍيارِ و مَلعَبِي
و عِطرُ بَسَاتِينٍ و طُولُ تَغَرُّبِي
و شَوقٌ يُنَادِينِي على رَبَواتِها
و بَينَ الضَّواحِ الصَّامِداتِ يَطُوفُ بِي
يُنادِمُنِي كَأسَ المُنَى كُلَّ لَيلَةٍ
أَقُولُ غَدا يَأتِي الصَباحُ بِمَطلَبِي
أَرانِي إلى أَرضِي أُيَمِّمُ وِجهَتِي
و حَيثُ رَمانِي ذا
المُقَامُ و مَذهَبِي
فَمُنذُ رَمانَا القَهرُ في كُلِّ مَلجَئٍ
و ضاعَت دُرُوبُ الأُمنِياتِ بِمَركِبِي
رَأَينا الأَمانِي هارِبَاتٍ عَدا اليَقِيــ
ــنُ بِالعَودِ بَاقٍ ما رَمانَا بِمَهرَبِ
كَتَبنا عُهُودَ العَودِ من دَمِنا لها
أ أرضَ الجُدُودِ العَهدُ في القَلبِ قد رَبِي
يَقِينا غَدا فِينا كِتَابًا مُقَدَّسا
و لِلجِيلِ يُسقَى كالحَلِيبِ و يُشرَبِ
سَتَبقَى مَفَاتِيحُ الدِيارِ بِخَصرِنا
عَلَيها الحِمى عَاضًا بِنَابٍ و مِخلَبِ
بِصَمتٍ تُناجِينَا الدِيَارُ أَسِيرَةً
و صَبرًا تُنَاجِيها رِياحُ مُغَرَّبِ
إِلَيها مَشُوقًا لا أُقِيمُ مُسَافِرًا
و لا يَشتَكِي من حَملِ رِحلِيَ مِنكَبِي
أُذِيعُ على صَمتِ المَنابِرِ قِصَّتِي
فَلَم أَنسَ
تارِيخِي و لَم أَنسَ مَطلَبِ
أَسُوقُ الحكايا من ضِياعٍ و قَريَةٍ
و كَيفَ غَدَا حَقُّ البَرِيءِ كمُذنِبِ
و ظُلْمُ ظَلامٍ حَلَّ بِالأرضِ سَرمَدًا
يُزِيلُ شُمُوعا لِلحَياةِ و يَسلُبِ
و صَمتٌ منِ الغَدرِ الذِي كانَ حامِيا
و تَحتَ سِتارِ الصَمتِ أَفعَالُ ثَعلَبِ
و كَيفَ غَدَت تِلكَ الوَصَايا خِيانَةً
و راياتُها تَعلُو على
كُلِّ مَوكِبِ
مَواكِبُ قَتلٍ كالجَرادِ صَنِيعُهَا
أَتى سَيلُها حِقدا على نَسلِ يَعرُبِ
و غَيمٌ منَ الأحقادِ (بِلفُورُ) ساقَهُ
و غَدرا سُطُورُ الوَعدِ خُطَّت بِمِخلَبِ
فَأَرخَت جُيُوشُ الظُلمِ من حِقدِها بِنا
تَدُوسُ على
تَارِيخِ أَرضِي و مَكسَبِي
و تَنسُجُ من أَوهامِها كُلَّ كِذبَةٍ
تَرَى لَيلَها
صُبحًا فَلا تَتَعَجَّبِ
تَقُولُ صُرُوحٌ للجُدُودِ و هَيكَلٌ
و هُم قَد أَتَوا كالعَارِ من كُلِّ غَيهَبِ
فَشَادُوا على الأشلاءِ بِالزُورِ مَوطِنًا
عَوالِمُهُ في كُلِّ شِبرٍ تُقِرُّ بِي
أَنا عَائِدٌ يا أَرضَ صَبرِي و نَكبَتِي
أَخُطُّ الخُطى بَعدَ المَشِيبِ بِمَلعَبِ
#فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق