الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

يتامى


يتامى
من الطويل

يتامى تُداري جُرحَها و المَوَاجِعُ        و ليلٌ طًويلٌ و القلوبُ فَـوَاجِعُ
و ذكرى سِنِينٍ قد تَفَانَى رَبِــيعُها      وما قد حوتهُ الرُوحُ تلكَ المَرَابِعُ
تَحِنُّ إذا ما هزَّها الشَوقُ مُحرِقٌ      و بانَت على وجهِ الزمانِ الطَلائِعُ
أيا قَلبُ هل أنت الذي غَدَرَ الوَفَا      و تاهَت بِهِ الأيامُ قَطعًا و قاطِعُ
و طُفتَ على الأحلامِ تَسأَلُها اللِقا       بِوَعدِ سَرَابٍ و الهُمُومُ هَواجِعُ
على رَبَوَاتِ اليَأسِ صِرتَ نَدِيمَها      تُدِيرُ كُـــــؤُوسًا ما عليها مَـــــوانِعُ
كَفَا عَبَثًا لم يَستَقِمْ لَكَ صَحْوُها      فكَيفَ بِـصَحوٍ في العَوَاصِفِ ضَائِعُ
سَلُوني عِنِ الأيامِ كِيفَ صَنِيعُها        و كَيفَ رَمَـــتنِي لِلهُمُومِ أُصَارِعُ
أُداوي جِراحَ القَلبِ طَالَ نَزِيفُها       فَتَنْكَا جِراحِي و الفُؤادُ يُـــنَازِعُ
رَفَعتُ شِراعَ الحُلمِ في سُفُنِ المـُنَى       فَتَلفَحُها رِيحُ الأسى تَتَدَافَعُ
قَضَيتُ سِنِينَ العُمرِ أرسُمُ وجهَتِي      فَتَقطَعُها بالعَجزِ تلكَ المَوانِعُ
أُمَنِّي بقايا من سَرَائِرِ مُهجَتِي      بِبَعضِ أَمَــــــانٍ لِلرَحِيلِ تُسَارعُ
أيا بَلَدِي هل تَاهَ نَجمُكَ في الدُجَى   و هَل عَبَثَتْ في النُورِ تِلكَ الصَنَائعُ
بلادِي و أنَّــى تَستَرِيحُ نُفُوسُنَا      و مَطلَبُهَا بين المظالِمِ ضَائِعُ
مَظالِمُ قَومِي في أَيادِ جُـــنَاتِها      فَكَيفَ لِـــجَانٍ أن يَكُونَ المُدافِعُ
بقلم مختار بوودن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق