بسم الله الرحمن الرحيم
يا بحر
يا بَحرُ كم مِن غَرِيقٍ ما قَضَى وَطَرَا قد كان يَرجُو مُرَادًا نَاسِيًا خَطَرَا
هَذِي رِمَالُكَ قد صُفَّت بِهَا قِصَصٌ تَتلُو لَنَا من خَـفَايَا عِشقِهَا خَبَرَا
تَسلُو بِهَا كُلَّمَا هَاجَ الحَـنِينُ بِـهَا أَو زَارَهَا طَيفُ أَحبَابٍ مَضَوا نَفَرَا
سَل مَوجَكَ المُرتَدِي ثَوب الغَضُوبِ و قد أَلقَى بِهِ الطَيشُ صَوبَ الصَخرِ مُنكَسِرَا
أو يَرتَمِي نَحوَ شُطآنِ الهَوَى تَعِبًا يَشكُو و يُهدِي لَهَا الأصدَافَ مُعتَذِرَا
يا بَحرُ و اللَيلُ يَرعَى كَلَّ حَائِرَةٍ يُصغِي لَهُ شَاهِدَانِ النَجمَ و القَمَرَا
كم من أَنِيـنٍ علا للنَّجمِ مُشتَكِيًا مُـرًّا فُؤَادِي بِـهِ قد ضَاقَ مُستَعِرَا
أو مُغرَمٍ قد رَأَى في البَدرَ غَايَتَـهُ و كم خَبِيثٍ وَرَاءَ الحُسنِ مَستَتِرَا
يا بَحرُ و العُمرُ قد يُطوَى على عَجَلٍ يُطوَى إِذَا ما عَرَانَا الخَطبُ و اعتَكَرَا
أو نـالنا من فِرَاقِ الأهلِ نازِلَةٌ نَطوِي مِنَ الشَوقِ في أَحضَانِهَا عُمُرَا
يا بحرُ إِنِّي إِلَيكَ اليَومَ سُقتُ مَسَا ئِلِي عَسَى يَنتَهِي رَيبِي و مَا اعتَسَرَا
هل مَلَّنَا دَهرُنَا أم نَحنُ من عَبَثَت في دَهرِهِم عَينُ غَدرٍ أَلهَبَت شَرَرَا
من أَسلَمَ العُمرَ لِلأيَّامِ تَغزِلُهُ حِكَايَةً لِلأَسَى لا تَنتَهِي سُرُرَا
من أَغرَقَ الجِيلَ تِلْوَ الجِيلِ في دَعَةٍ قد نَازَعت قَلبَهُ الأخلاقَ فانكَسَرَا
يا بَحرُ إِنِّي كَثِيرَاتٌ مُسَاءَلَتِي في كُلِّ حِينٍ سُؤَالٌ يَسقِنِ الصَّبِرَا
أَجِبْ أَيَا بَحرُ إِنِّي سَاهِرٌ يَقِظٌ أَرمِي شِبَاكًا و قَلبًا ضَاعَ و انشَطَرَا
إنْ كَانَ كَنزًا جَنَى من لِلشِّبَاكِ رَمَى أَو كَانَ نَعلاً فَيَا تَعسَ الذِي صَبَرَا
على شواطئ تامنارت بمدينة القل بدأت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و في مدينة قسنطينة تمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق